الــلــه يــســتــر مــن بــاب الــحــارة

بسم الله الرحمن الرحيم


يتخاصمون على ............


«اشتري (شبس) باب الحارة بقوي عضلاتك وبخليك بطل»....آخر يصرخ «علكة باب الحارة بتخلي سنانك مثل القبضايات»، تسير خطوة أخرى فترى الأولاد يتخاصمون ويحملون (خنجر أبو النار), «أنا أبو شهاب وأنت أبو النار وهو أبو غالب وفلان أبو عصام وعلان معتز».. تخطو خطوة أخرى لتجد بعض الفتيات تخاطب أخرى اعتدت عليها: (يا فريال الكلبة)!!.. وهكذا ينتهي اليوم وانت مصاب بدوار حاد اسمه «باب الحارة».
باب الحارة 1, باب الحارة 2.. وأخيراً باب الحارة 3 المنتظر بلهفة وشوق. فالبرغم من متابعة الناس المستمرة للجزء الأول والثاني, إلا أنهم اليوم، مشغولون جدا بباب الحارة 3, يتساءل الكبير قبل الصغير: ماذا سيحدث في الجزء الثالث؟ هل ستعود لطفيه لعصام؟, فيجيبه من حوله: لا ما لازم ترجع. وآخر يتساءل ماذا سيحدث مع أبو عصام؟ فيرد عليه الأول: لن يمثل في الجزء الثالث لأنه طلب مبلغاً خيالياً مقابل تمثيله فلم يوافق المخرج. والثاني يقول: لا سيمثل ولكنه سيموت في اول الحلقات. والثالث يصرخ: لا لن يموت وسيذهب الى الحج هو وزوجته سعاد! وتتعالى الأصوات التي غالباً ما تنتهي بمشكلة.
من خلال استطلاعي لآراء الناس حول «باب الحارة», هناك من قال: مسلسل جميل وكله أحداث مثيرة. وبعضهم يعلق: أنا اعشقه لأنه يتكلم عن الشام ونسائها. وأخرى تقول: أنا أحب معتز لأنه رجل في زمن لا رجال فيه, ورأي يعلق: بأنه مسلسل تافه يتكلم عن النساء والطلاق والكلام الفارغ.
الكثير يتفق على روعة هذا المسلسل، الذي يتحدث عن الماضي الجميل الهادئ, وعن القيم الأخلاقية والاجتماعية التي سادت في تلك الفترة سواء الايجابية أوالسلبية منها، لكن هذا الإعجاب لا يمكن أن يفسر بحال من الأحوال بهذا الجنون الضارب, بأن يصبح هذا المسلسل كل شيء نتكلم عنه، وكلنا سمع الحكمة التي تقول «الشي الزايد عن حده ينقلب ضده», وهنا المشكلة: الولد مشغول بمسلسله الساحر ويبحث عن «خنجر ابو النار», الزوج يريد لزوجته أن تكون كإحدى بطلات المسلسل والزوجة تريد العكس ايضا.
لم أتخيل كل هذا الكلام, ولم ابالغ فيه, قصص كثيرة تحدث امامي ونسمع عنها جميعا.. هل هناك تداعيات اخرى «لباب الحارة», وهل نقول الله يستر من «باب الحارة الجاي»، وهل سينتابنا قلق أكثر، على مجتمع نحلم بأن يكون أكثر تحضراً ورقياً.


**تحياتي**
البرنس